«منور نجاري “ هو البطل الذي لقن فرنسا دروسا في الشجاعة والتضحية والفداء، فبخططه العسكرية زرع الخوف والذعر في أوساط العدو الفرنسي وجعل جبال الظهرة وخاصة منطقة “ أولاد بودومة” و« بيوب “، وحتى “ وادي الرمان” مناطق محرمة عليه ، إذ كلما حاول العساكر الفرنسيون الدخول إليها ، إلا وتكبدوا خسائر بشرية ومادية كبيرة، تماما مثلما حدث في معركة “ الحرارثة “ ببلدية تاوقريت التي قادها البطل قائد الكتيبة “منور نجاري “، وتم وقتها إسقاط طائرتين للعدو و قتل العشرات من عساكره . البطل منور نجاري جاء إلى جبال الظهرة قادما من ولاية تلمسان ، وبالتحديد من “بني خلاد “، وقد تكوّن عسكريا عندما استدعي للتجنيد الإجباري من أجل آداء الخدمة العسكرية بفرنسا، ليعود إلى أرض الوطن سنة 1953 ، وعند اندلاع الثورة التحريرية انضم إلى المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني، ليلتحق بعدها بجيش التحرير سنة 1956 ، حيث عمل في البداية كفدائي ضمن خلايا الجبهة بالناحية الثانية من المنطقة الرابعة بالولاية الخامسة ، أي بالجهة الغربية من جبال الظهرة بولايتي الشلف ومستغانم ، كانت له مواجهات كبيرة مع جيش العدو، وفي كل مرة يتفوق عليه تكتيكيا ويكبده خسائر كبيرة. استشهد البطل “ نجاري منور” سنة 1958 بمنطقة المحصر التابعة لبلدية المرسى رفقة زوجته صفية بن علي المدعوة “ غنية “، و23 مجاهدا بعد معركة ضارية، وحسب بعض المجاهدين فإن فرنسا كانت فرحتها كبيرة وبقيت لفترة تنقل جثمانه إلى الأسواق الشعبية المنتشرة بالجهة ، من أجل إضعاف المقاومة الجزائرية، وإحباط المعنويات لدى سكان هذه الجهة التي احتضنت الثورة ، وأوَت المجاهدين، وعد استشهاد نجاري منور جاء على رأس الكتيبة عدة قادة ، منهم القائد “ عبد القادر حد الدوم” رحمه الله