ليلة القدر هي ليلة عظيمة، أنزل الله عز وجل سورة بشأنها وهي سورة القدر،
لذا حثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم على إحياء الليالي العشر الأخيرة من
رمضان، لندرك تلك الليلة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا
يجتهد في غيرها.
وسميت ليلة القدر بذلك، لعظيم قدرها وشرفها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل "لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على نبي ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر"، فأصبح للأمة شأن ومكانة ورفعة بنزول القرآن، فتأتي ليلة القدر في كل عام لتذكر الأمة أنها إذا أرادت أن يكون لها شأن ومكانة ورفعة عليها أن تعود لكتاب ربها وتتخذه منهاجا، وأن تعظم حملة القرآن فهم أشراف الأمة، "أشراف أمتي حملة القرآن"، وقال الخليل بن أحمد: إنه من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون، ويشهد له قوله تعالى: "وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ".
وقال ابن قتيبة: إن القدر بمعنى القَدَر؛ أي يقدر فيها أحكام تلك السنة، ومن فضائل ليلة القدر:
1 - نزول القرآن الكريم فيها.
2 - أنها خيرٌ من ألف شهر، قال تعالى "لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، وقال مجاهد: عملها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر.
3 - نزول الملائكة والروح فيها: قال تعالى "تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ"، قال ابن كثير: أي: يكثر تنزُّل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزّل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَقِ الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدقٍ تعظيما له، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى".
4 - أنها سلام إلى مطلع الفجر: قال تعالى: "سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"، عن مجاهد في قوله: "سَلامٌ هِيَ"، قال: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى. قال ابن الجوزي: وفي معنى السلام قولان: أحدهما: أنه لا يحدث فيها داء ولا يُرسَل فيها شيطان، قاله مجاهد، والثاني: أن معنى السلام: الخير والبركة، قاله قتادة، وكان بعض العلماء يقول: الوقف على "سَلامٌ"، على معنى تنزُّل الملائكة بالسلام.
5 - من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله قال: "ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه". قال النووي: معنى (إيمانا): تصديقا بأنّه حق، مقتصد فضيلته، ومعنى (احتسابا): أن يريد الله تعالى وحده، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بالقيام: صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها.
تحري ليلة القدر
يستحب تحريها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه خاصة، كما قال الرسول الله: "التمسوها في العشر الأواخر"، وثبت هذا من حديث عبد الله بن عمر وأبي سعيد، خاصة في أوتار العشر الأواخر، وهي ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. بل جاء عن النبي من حديث ابن عمر عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي قال: "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين". وليلة القدر أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين، وهذا مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء، حتى إن أبي بن كعب رضي الله عنه كان يحلف على ذلك -كما في صحيح مسلم-. وكذلك ابن عباس -رضي الله عنهما- وبعض العلماء قالوا: إن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين؛ لأن كلمة ليلة القدر تسعة حروف، وقد ذكرت في السورة ثلاث مرات، والنتيجة ثلاث في تسع (سبع وعشرون)، ولم يرد دليل شرعي على أن مثل هذه الحسابات يمكن أن يعرف بها ليلة القدر.
ما يستحب في ليلة القدر
يستحب الإكثار في ليلة القدر من الدعاء، خاصة الدعاء الذي علمه النبي لعائشة -رضي الله عنها- حين قالت: إن أريت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال لها النبي: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
علامات ليلة القدر
العلامة الأولى: ثبتت في صحيح مسلم من حديث أُبَيّ أن النبي ذكر أن من علامتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها. وهذا ثابت.
الثانية: ثبتت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة، ورواه الطيالسي أيضا في مسنده، وهو حديث صحيح، سنده صحيح أن النبي قال: "ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة".
الثالثة: ما ثبت عند الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع أن النبي قال: "إنها ليلة بلجة -يعني منيرة مضيئة- لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم". يعني لا ترى فيها هذه الشهب التي ترسل على الشياطين.
وذكر بعض أهل العلم علامات أخرى لا أصل لها، وليست صحيحة، إنما أذكرها لبيان أنها لا تصح، كما ذكر الطبري عن قوم أنهم قالوا: إن من علامات ليلة القدر أن الأشجار تسقط حتى تصل إلى الأرض، ثم تعود إلى أوضاعها، وهذا لا يصح. وذكر بعضهم أن المياه المالحة تصبح حلوة في ليلة القدر، وهذا لا يصح. وذكر بعضهم أن الكلاب لا تنبح فيها، وهذا لا يصح. وذكر بعضهم أن الأنوار تكون في كل مكان حتى في الأماكن المظلمة، وهذا لا يصح. وذكروا أن الناس يسمعون التسليم في كل مكان، وهذا لا يصح.
د. رائد محمود الشوابكة
عضو رابطة علماء الأردن
وسميت ليلة القدر بذلك، لعظيم قدرها وشرفها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل "لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على نبي ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر"، فأصبح للأمة شأن ومكانة ورفعة بنزول القرآن، فتأتي ليلة القدر في كل عام لتذكر الأمة أنها إذا أرادت أن يكون لها شأن ومكانة ورفعة عليها أن تعود لكتاب ربها وتتخذه منهاجا، وأن تعظم حملة القرآن فهم أشراف الأمة، "أشراف أمتي حملة القرآن"، وقال الخليل بن أحمد: إنه من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون، ويشهد له قوله تعالى: "وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ".
وقال ابن قتيبة: إن القدر بمعنى القَدَر؛ أي يقدر فيها أحكام تلك السنة، ومن فضائل ليلة القدر:
1 - نزول القرآن الكريم فيها.
2 - أنها خيرٌ من ألف شهر، قال تعالى "لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، وقال مجاهد: عملها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر.
3 - نزول الملائكة والروح فيها: قال تعالى "تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ"، قال ابن كثير: أي: يكثر تنزُّل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزّل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَقِ الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدقٍ تعظيما له، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى".
4 - أنها سلام إلى مطلع الفجر: قال تعالى: "سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"، عن مجاهد في قوله: "سَلامٌ هِيَ"، قال: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى. قال ابن الجوزي: وفي معنى السلام قولان: أحدهما: أنه لا يحدث فيها داء ولا يُرسَل فيها شيطان، قاله مجاهد، والثاني: أن معنى السلام: الخير والبركة، قاله قتادة، وكان بعض العلماء يقول: الوقف على "سَلامٌ"، على معنى تنزُّل الملائكة بالسلام.
5 - من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله قال: "ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه". قال النووي: معنى (إيمانا): تصديقا بأنّه حق، مقتصد فضيلته، ومعنى (احتسابا): أن يريد الله تعالى وحده، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بالقيام: صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها.
تحري ليلة القدر
يستحب تحريها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه خاصة، كما قال الرسول الله: "التمسوها في العشر الأواخر"، وثبت هذا من حديث عبد الله بن عمر وأبي سعيد، خاصة في أوتار العشر الأواخر، وهي ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. بل جاء عن النبي من حديث ابن عمر عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي قال: "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين". وليلة القدر أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين، وهذا مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء، حتى إن أبي بن كعب رضي الله عنه كان يحلف على ذلك -كما في صحيح مسلم-. وكذلك ابن عباس -رضي الله عنهما- وبعض العلماء قالوا: إن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين؛ لأن كلمة ليلة القدر تسعة حروف، وقد ذكرت في السورة ثلاث مرات، والنتيجة ثلاث في تسع (سبع وعشرون)، ولم يرد دليل شرعي على أن مثل هذه الحسابات يمكن أن يعرف بها ليلة القدر.
ما يستحب في ليلة القدر
يستحب الإكثار في ليلة القدر من الدعاء، خاصة الدعاء الذي علمه النبي لعائشة -رضي الله عنها- حين قالت: إن أريت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال لها النبي: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
علامات ليلة القدر
العلامة الأولى: ثبتت في صحيح مسلم من حديث أُبَيّ أن النبي ذكر أن من علامتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها. وهذا ثابت.
الثانية: ثبتت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة، ورواه الطيالسي أيضا في مسنده، وهو حديث صحيح، سنده صحيح أن النبي قال: "ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة".
الثالثة: ما ثبت عند الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع أن النبي قال: "إنها ليلة بلجة -يعني منيرة مضيئة- لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم". يعني لا ترى فيها هذه الشهب التي ترسل على الشياطين.
وذكر بعض أهل العلم علامات أخرى لا أصل لها، وليست صحيحة، إنما أذكرها لبيان أنها لا تصح، كما ذكر الطبري عن قوم أنهم قالوا: إن من علامات ليلة القدر أن الأشجار تسقط حتى تصل إلى الأرض، ثم تعود إلى أوضاعها، وهذا لا يصح. وذكر بعضهم أن المياه المالحة تصبح حلوة في ليلة القدر، وهذا لا يصح. وذكر بعضهم أن الكلاب لا تنبح فيها، وهذا لا يصح. وذكر بعضهم أن الأنوار تكون في كل مكان حتى في الأماكن المظلمة، وهذا لا يصح. وذكروا أن الناس يسمعون التسليم في كل مكان، وهذا لا يصح.
د. رائد محمود الشوابكة
عضو رابطة علماء الأردن
محتويات ١ ليلة القدر ٢ ما هي ليلة القدر ٢.١ علامات ليلة القدر ٢.٢ علامات خاطئة لليلة القدر ٢.٣ فضائل ليلة القدر ليلة القدر هي إحدى ليالي رمضان