الأحد، 1 فبراير 2015

كيفية التعامل مع الطفل الغاضب












كيفية التعامل مع الطفل الغاضب


الغضب ميل طبيعي عند الأطفال قبل سن الثانية يعبر به الطفل عن عجزه عن تحقيق مطلب من مطالبه. وهو يقابل هذا العجز بالغضب والانفجار والبكاء. وأحيانا يغضب الطفل بدون سبب واضح بهدف جعل نفسه مركز انتباه المحيطين به بدلا من المولود الجديد الذي يغار منه، لأنه سحب بساط الاهتمام والحب والحنان منه. وقد يكون البكاء والغضب نتيجة لوجود مرض صحي كالمغص أو الإصابة بالبرد أو ألم بالمفاصل.. إن مصادر الغضب لدى الطفل محدودة، لكنها تتعدد وتتنوع بتقدم السن. وهو يتحمل مسؤوليات ويواجه منافسات، ويزيد اهتمامه بتحسين مركزه، فالطفل يغضب عندما نمنعه من نشاط يرغب به. ومن المعروف أن الأطفال يتأثرون بردود أفعال البالغين، ويحاكون أساليبهم في التعبير عن غضبهم. ومن مسببات الغضب بصفة عامة محاولة التحكم في الإنسان والسيطرة على تصرفاته وإجباره على الخضوع دون مناقشة، ويرتبط الغضب ارتباطا وثيقا بالعدوانية. ولكن الطفل يتعلم أن ليس من مصلحته أن يعتدي ويهاجم وينتقم لنفسه، فقد تكون عاقبة ذلك وخيمة. ولذلك يضطر أحيانا إلى كتم غيظه والتحكم في انفعالاته. غير أن الغضب انفعال  شديد يخلق طاقة لدى الطفل، فكيف يصرف هذه الطاقة؟
الغضب هو استجابة انفعالية طبيعية لمشاعر الإحباط. والغضب حالة نفسية يشعر بها كل شخص، ولكن الفرق بين فرد وآخر هو أن المواقف المثيرة للغضب تختلف من فرد إلى آخر، وكذلك تختلف أساليب التعبير عن الغضب من فرد إلى آخر اختلافات بينة سواء في نوعها أم في درجتها. وكذلك تختلف في شدتها من شخص إلى آخر اختلافات واسعة.


كيف يعبر الطفل عن غضبه؟

في الواقع إن بإمكان الطفل أن يعبر عن غضبه بطرق شتى ووسائل مباشرة وغير مباشرة. ويتوقف ذلك على سن الإنسان وتجاربه وثقافته وصحته البدنية والفكرية وغير ذلك. فالطفل يلجأ إلى الرفس وكسر الأشياء، أو إلى التمرد وعدم الطاعة، ويعبر البالغ عن غضبه بأساليب غير مباشرة يتعلمها من محيطه، كأن ينغمس في الرياضة والموسيقى والهوايات المختلفة، أو يصاحب الأشرار ويتعاطى المخدرات، أو يحول الطاقة الناتجة عن الغضب إلى أعمال إيجابية أو عدوانية. وقد تساعد الطاقة الناتجة عن غضب الإنسان على مواجهة العراقيل والتغلب عليها، كما تساعد الطاقة الناتجة عن الخوف على الهروب من الخطر أو مجابهته.
يعبر الطفل عن غضبه عندما يكون دون الخامسة غالبا بأن يصرخ بصوت  عالٍ أو القفز والبكاء، وأحيانا رمي كل الموجودات أمامه وخاصة الأشياء التي قد تكون مهمة بالنسبة للشخص الذي أغضبه، أو رميها على الشخص ذاته. أو يعبر عن غضبه بحركات عنيفة باليدين والرجلين. وقد يلجأ الطفل أحيانا إلى الصمت التام والتزام ركن مظلم ومعزول عن باقي البيت. ومن الممكن أن يمتنع الطفل عن الطعام وإهمال كلام والديه، وقد يحطم ألعابه. وهناك غضب ينتج بسبب الغيرة من الأخ الأصغر. فقد يعبر الطفل عن غضبه نحوه بضربه، وأحيانا يلجأ الطفل إلى ضرب نفسه مع الانبطاح على الأرض. هذه بعض مظاهر الغضب التي تظهر على الطفل مع اختلاف في انفعالات ومظاهر الغضب من مرحلة عمرية إلى أخرى.

أثر الوراثة والبيئة في الغضب

يتأثر الغضب بعوامل وراثية في بعض الأحيان، وذلك نظرا لفطرية هذا الاستعداد، فقد عرفت بعض الأمم والقبائل بميلها للمقاتلة أكثر من غيرها، وكذلك فإن البنين على وجه العموم أشد ميلا للمقاتلة من البنات.
يتأثر الغضب كذلك بعوامل بيئية أو مادية مختلفة كالتقاليد والمعاملة ودرجة الحرارة الجوية ونوع التغذية وبعض المشروبات والحياة الاجتماعية الأسرية والمدرسية وغيرها.

أسباب الغضب عند الأطفال

 

1. تذبذب السلطة الضابطة بين أساليب الشدة والتراخي الصادرة من شخص واحد أو وجود الطفل في بيئة تتعدد فيها أساليب مختلفة لسلطات متعددة كسلطة الأم أو الأب أو سلطة هذين مضافا إليها سلطة الأجداد والأعمام والخالات وغيرها…
2. الشعور بالخيبة الاجتماعية. ويعود ذلك لتأخر التلميذ في دراسته أو إخفاقه في التقرب من والديه أو معلميه أو زملائه.
3. شعور الطفل بظلم يقع عليه من المحيطين به من آباء أو أخوة ومعلمين، وشعوره بفقدان الأمن والاطمئنان إلى البيئة المحيطة به.
4. تقيد حرية الطفل سواء الحرية البدنية كاللعب الحر والطليق أم بعض النشاطات الفنية.
5. تقيد حرية الرأي والتعبير، وتقيد إثبات الذات وتأكيدها في الوسط الاجتماعي.
6. تقليد ومحاكاة الآباء والمعلمين الذين يغضبون لأتفه الأسباب، أو نتيجة الخلافات الأسرية.
7. الحالة الطبيعية لجسم الطفل، فقد تكون سرعة الغضب ناتجة عن اختلال في مصادر النشاط في الجسم، كازدياد في إفرازات الغدة الدرقية أو الغدد التناسلية أو وجود عاهة، أو نقص جسمي يتسبب عنه عجز في القدرة أو التعبير.
8. الحالة الانفعالية النفسية، كشعور الطفل بالغيرة أو القلق أو ضعف الثقة بالنفس.
9. النظرة للمستقبل، والشعور بالظلم وعدم الأمن بسبب خلافات أسرية ومشاجرات الأخوة.
10. التعنيف المستمر والنقد الدائم للأطفال، وكذلك النزعة الشديدة  للسيطرة على الأبناء من قبل الآباء.
11. العصبية الزائدة للآباء والأمهات يقلدها الأطفال أو ميوعة واختلاف سلوك الآباء. في العائلات التي تعاني مشكلات عدم التعاون والخلاف فإن الصحة النفسية للطفل تتأثر كثيرا وتؤدي به إلى التوتر والانفعال الذي يأخذ شكل نوبات الغضب.
12. التدليل الزائد وإجابة كل رغبات الأطفال يجعل الطفل يعتاد أن كل رغباته وطلباته أوامر تجاب فورا. وإذا فوجئ أن أحد رغباته لا تجاب، فإنه لا شعوريا ينفجر بالغضب.
13. العنف والغضب ناتج عن الفشل في الاستجابة السريعة لمثيرات البيئة والتعلم. فالطفل يصاب بالإحباط الذي يؤدي إلى نوبات الغضب.

آثار الغضب ووظائفه

لا تكمن مشكلة الغضب في الغضب ذاته بقدر ما تكمن في آثاره. ومع ذلك نجد الغضب يحقق عددا من الوظائف أهمها.
1. الغضب يمد السلوك بالطاقة، فيزيد من زخم وقوة استجابتنا، وردود أفعالنا.
2. الغضب يشوه عملية تشكيل المعلومات وإنجاز العمل.

تابعنا دائما مع الجديد ً